حَبيبتي…كاميليا

أنا الامان لقلبك
واللمسة الساحرة لجرحك
واليد الحنونة
التي تمسك بيدك.

-أحبك
إلى م لانهاية
وأتمسك بك
إلى النهاية

-أحبك
والحب عهد
ودين
والقلب شاهد
امين
أحبك في
السر والعلن

-أحبك
وهل وجدوا باللغة
أعمق وأدق من أربع
حروف!!

أحبك
وسأصون عهدا
كتبته على الجبين

حبيبتي
في ظل التغيرات التي حدثت حولي ورغبتي العارمة بأن أنهي دراستي والعودة سريعاً لم أخبرك قط بأني اختصرت مشوار من دراستي وأنهيته،تبقى القليل..القليل فقط..
أكتب لك وأعتقد بأنها ستكون رسالتي الاخيرة،لاني على أعتاب تخرجي فغداً هو يومي المنتظر ،سأعود وآتيك كأول محطة أزورها بعد أن أحط رحالي في الوطن،لا تعلمين مدى شوقي وفرحتي وأنا أكتب لكِ ،تعرجات قلمي تدل على ذلك وحروفي تتسابق لعناق عينيك قبل مجيئي وكلماتي تقبلكِ محملة بشغفٍ وحب.

خبأت موعد عودتي كمفاجأة لكني ارسلت لك بداخل ظرف الرسالة شي صنعته بيدي  أود أن أراه عليك لانها لاتليق إلا عليك.

..
صباحٌ جديد مشرق..
كاميليا لم يكن مجرد اسم لي فهو يصفني بكل مايحمله من معنى ،”النقية، البريئة” .
صحوت من نومي وأنا مبتهجة ومتفائلة،سعادةٌ تسللت إلى قلبي وبسمة فرح زاهية على وجهي لا أعلم لمَ!
ربما لاني لم أكثر من شرب المنبهات فنمت مبكراً، بعد أن قمت بعاداتي الصباحية حضرت كوب قهوتي وتأملت منظر شروق الشمس الفاتن اللطيف.
في السابعة صباحاً طرق الباب ..فتح له والدي كان ساعي البريد ما إن رأيته حتى دق قلبي فرحاً.
علمت أنه هو شي من  رائحته سيلامسني ويسكنني لكني خفت في نفس اللحظة لانه ليس من عادته أن يرسل رسالتين في الشهر ذاته.
أخذت رسالته من والدي ويداي ترتعدان خشية وعيناي تنطق دهشة..لا يعلم والدي أو أي أحد عن خبر مراسلاتنا والمكاتيب التي تكتب….

عندما أقرأ رسائله
أجيبه عليها بعيناي.. فأغمضها وأتخيله أمامي.
وعندما أشتاق له
أجده بيداي..فأتلمس آخر ما كتبه لي وأعانقها وأبكي بحرقة وبصمتٍ يقتلني أرتجع مرارة شوقي له في داخلي كل مرة، ثم أكبتها وأغلق عليها في قلبي بقيود طالما أنه بخير فأنا بخير.
أشتاق له..بقلبي وبعيناي وبيداي وكل شي فيني ينادي بإسمه.
أما عندما أسمع صوته..
فتهدأ أنفاسي وتطمئن نفسي لان شي منه سكن فيني.
انزويت بعيداً،فتحت الظرف وقلبي يخفق خوفاً بأن تحمل هذه الرسالة خبراً سيئاً عنه.
قرأت م كتبه وكأن ماءاً باردا انسكب داخل جوفي،حمداً لله أنه بخير ويافرحتي التي لاتسعني.. سيعود قريباً.
طويتها بعد أن قبلتها قبلة صامتة و أعدتها بالظرف لكن تحسست لوجود شي بارز بأحد زواياه، بعد أن أخرجته بأطراف أناملي، كان عقداً ناعماً معلق به مجسم كالانملة  لكاميليا حمراء تحيط به كرستالة شفافة لامعة،ومن لحظتها وهي تطوق عنقي.
..
بعد مرور عدة أيام….خرجت في مساء ذات   للسوق القريب من منزلنا لشراء بعض البذور و الأسمدة الصناعية لحديقتنا الصغيرة،بعد أن انتهيت من التسوق عدت للمنزل وما أن وصلت حتى وجدت رسالة محشورة في جانب الباب أخذتهاوتلفت من حولي لم أجد أحداً، دخلت إلى المنزل على وجه السرعة ثم فتحتها على عجالة “ابتسمي والتفتي إلى اليمين ولكن يجب أن تكوني خارج المنزل”
خرجت و فعلت ذلك بترقب شديد..
كانت زهرة الكاميليا الحمراء ملقاة على الأرض،لونها يأسر الناظرين دنوت منها وأخذتها تلتها زهرة  أخرى تبعد عنها خطوات ثم توالت أمام ناظري مجموعة من الزهور المبهجة قادتني إلى ممر ضيق بين المنازل وبعدها انسدلت لوحة جميلة كالأحلام معلقة بين أسطح المنازل  كتب فيها “استمري في السير حتى الشاطئ”.
خليط بين الحماس والتوتر أدى ذلك كله أن أركض بكل قوتي حتى وصلت إلى هناك.

كانت أشعة الشمس تدنو للمغيب مودعة يومي الجميل بشيء من لمستها الحنونة على الرمال البيضاء ارتسم عليها هيبة ظله أسوداً طويلا لتشرح لي من جديد وقفته الواثقة التي لم تغب عن ذاكرتي أبدا.ً
تهادت مشيتي وسرت ببطئ شديد لعلي أدرس ملامحه من جديد وأعيد ترتيبها وصياغتها ومقارنتها بالسابق والان، كانت لحظة  وكأني قد رأيتها من قبل فكل ما آمنت به أصبح حقيقة.
لحظة جعلتني أستلذ بكل حيز في جمال وجهه اليوسفيّ، كل هذا وهو يقف على بعد أمتار بسيطة بعد أن كانت مسافات طويلة.
أخذت الغربة شيئ منه فقد الكثير من الوزن بينما قصة شعره هي ذاتها لم تتغير لكن عيناه بها الكثير من الاحاديث كان ينظر إلي بولهٍ وإشتياق ي ترى بماذا يحدث نفسه الان!! .

كان كل شي جميلاً،لم أعد أتمالك نفسي حتى دمعت عيني،لم يكن عناقا فحسب  بقدر ما كان دفء انساب واستقر لتكتمل القطعة الناقصة في قلبي.

..

الكاميليا الحمراء:تعني أنتِ الشعلة في قلبي.

ساره عبدالله

حبيبتي..كاميليا من سلسلة #مكاتيب
ستكون بإذن الله  سلسلة متكونة من قصتين تقريباً كل قصة مختلفة عن الأخرى تجمعهم فكرة واحدة  عبارة عن “رسالة”،بدأتها بقصة قصيرة القادم أجمل وأروع ومدهش بإذن الله.

12 رأي حول “حَبيبتي…كاميليا

اضافة لك

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

إنشاء موقع إلكتروني أو مدونة على ووردبريس.كوم قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑